الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

رحلة العيد ..

انتهي العيد بالزيارة اليتيمة التي نخرُج فيها لـ "سمائِل" حيث أخوالي، بالأمس تذكّرت كيف كنّا نترقّب العيد بالدهشة الطفوليّة التي لا تعرف معنى تكرار العيد .. كيف كان الأرق يسكننا ليلة العيد.. لنصحو قبيل الفجر.. ننتظر عودة أبي من الصّلاة لنذهب حيثُ أعمامي.. حيث ملتقى الطفولة..كنّا نلتقيهم شبه يومي.. ومع ذلك كان للعيد معنىً آخر.. لكن الأُسرة الصّغيرة، والأخوة الثلاثة الذين يحتفلون بالعيدِ معًا.. بضجيج صغارهم "الكُثر" وحكايا زوجاتهم..وجاراتهم.. وشبابهم متقاربو الأعمار.. فجأة تنبّهوا أنّ العوائِل كبرت.. وأنّه آن أوان الاحتفال بالعيد كلّا في منزِله.. بهُت العيد!
فجأة.. أصبح العيدُ مهرجانًا لاستقبالِ الضيوف.. فجأة رأيتنا كبرنا!
نقضي يومنا الأوّل نستقبِل ونودِّع.. سلام مارثوني!
دفعة تأتي.. ودفعة تخرُج!
كنّا نخرُج عصرًا، "سرِقة" للوقت.. نهنِّئ أعمامي.. لكن منذُ أربع سنوات رحل أحدهم، فـ تقلّص خروجنا من المنزِل.. إلى أن أصبح الآن.. العيد خالٍ تمامًا من شئ!
الأهل على عجلٍ يدخلون ويخرجون.. هم أقرب للغرباء منهم للأقارِب.. لا شئ فينا ينمُّ عن قرابة عدا اسم الجدِّ والقبيلة!
في طفولتِنا أيضًا كان لـ "سمائِل" معنىً مختلِف.. حيثُ الحكايا والعالم الآخر بعيدًا عن مسقط.. كانت "سمائِل" عالم من دهشة ..حكاياهم مختلِفة.. عوالمهم مختلِفة.. "أساطيرهم" نافذة جديد علينا!
"سمائِل" أيضًا بوفاة جدّتي.. أصبحت "فرضًا" اجتماعيًّا نتثاقل على أدائِه.. ولولا إصرار أُمِّي.. لألغينا هذا الطّقس المتكرِّر والخالي من أيِّ معنىً عدا الواجِب!
"سمائِل" التي كنّا نتوق لزيارتها، ما عادت هي منذُ أن ماتت جدّتي!
في عائِلتي العيد من يجمعنا.. مرّتين في السّنة أو في المناسبات الطّارِئة.. لا زيارات حميميّة إلا لأداء واجباتٍ اجتماعيّة!
يا تُرى ماذا تحمل القلوب لـ نصبح بهذا الاغتراب عن بعضِنا.. وما الذي راكمنا في قلوبِنا لنصبُح أغراب حتّى في اللقاءات السنويّة..؟!
--


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق